نِعم متخفية
بقلب محروق تمسح دموعها الحارة.. و تضع يدها على عينيها مخفيه حزنها الذي تفضحه شفتها المرتجفتين
تستجمع قواها و تكمل حديثها : لقد مضى أعوام على نزوحنا .. ابني الاكبر.. ضاعت
عليه سنة دراسية .. سنة الشهادة الثانوية .. اذكر كيف كان يحدثني وهو صغير عن حلمه
.. لقد ضاع حلمه.. و مستقبله .. والاخر مريض .. شفاه الله .. حالته النفسية متأزمة
ايضا بعد استشهاد رفيقه .. وبيتنا .. لم يعد لنا بيت .. لم يتبقى من أغراضنا سوى ما استطعنا حمله معنا
بشق الانفس .. وتخونها عيناها مجددا و تذرفان الدموع
قبل أكثر من خمس سنوات جمعتنا جلسة دين مع تلك السيدة .. كانت أنصح مما هي عليه
اليوم بكثير .. و أذكر انها كانت تحمل رضيعة على يدها آنذاك .. وهي تلك الطفلة
التي تختبئ خلف أمها و تتعلق بردائها الان
بذلك الوجه الطفولي الخائف النحيل تقاطع كلام أمها بصوت متلعثم بريء .. "ملابس العيد يا أمي , تركنها هناك
أدور بعيني محاولة تجنب النظر إليهما .. أعتصر دموع قلبي لحالهما .. أشعر بأني
أتمزق .. بأني أختنق
الشمس اوشكت على المغيب .. أطراف أشعتها الحمراء المتناثرة في هذه الوقت يشبه لون
شعر الطفلة تلك .. الياسمين المتناثر في
الأطراف .. أبيض طاهر كوجهها ..
استأذن بالرحيل .. أصافحها بحرارة .. أدس في يدها مبلغا من المال .. أٌقبل و جنتي
الطفلة وأمضي مبتعدة عنهما بسرعة .. أسابق الخطوات بعيدا.. الصداع يطرق ابواب رأسي
فهناك العديد من أمثالها .. من حال أفظع و أسوأ
الامدادات والعون و المال .. حلول مؤقته .. أمقتها لذل المسأله .. فكرامة الانسان
عزيزة .. ولا اجد سوى اننا فقدناها ونحن نبحث عنها
أسلبت منا على حين غرة ؟
أم أمام اعيننا العاجزة؟ .. تضارب الافكار أرهقني
وصلت لبيتي أحمد الله عليه .. تفقدت أشيائي وكأنها كنز ثمين .. لا يعلم النعمة إلا فاقدها
أغمض عينك لبرهة ثم افتحهما وأبصر بقلبك قبل عينك ما أنت فيه من نعيم

تعليقات
إرسال تعليق